يونيو 8, 2023

حكايات المطار : الشرشوحة والحمار

مطار كليلة ودمنة الشهير بمطار القاهرة الدولي، أصبح مادة خصبة لآحاديث مواقع التواصل الاجتماعي ” فيس بوك وتويتر” والبرامج الحوارية “التوك شوز” في القنوات التليفزيونية.
 
على الرغم مما هو مشهور عنه بالنظام والتقيد بالضوابط والاحتياطات الأمنية، إلا أنه منذ أيام عدة، وجد حمار ضالته المنشودة في ثغرة أمنية حول المطار وتسرب منها إلى داخله، وصار يصول ويجول فيه ويستطلع المطار وسط ذهول الأمن والمسافرين على حد سواء، وتم القبض على ذلك الحمار الجرئ الذي لم يهتم أحد بسؤاله عن وجهته، ولما أراد الهجرة من مصر وهو الكائن المشهور عنه الصبر وقوة التحمل، فما بال أبناء هذا الوطن من بنى البشر، إلا أن الحمار تمتع بجسارة وإقدام يحسبان له، فلم يهتم بالإجراءات الأمنية ولا التأشيرات ولا حتى وزن الأمتعة، مع إنه لم يحمل أمتعه فقد أراد الخروج من هذا البلد الظالم أهله بالبردعة اللي عليه،
وما أن نسينا واقعة الحمار يا محترم، إلا وتطل علينا واقعة “الشرشوحة والضابط”.. “ياسمين النرش” ابنة الملياردير “محي الدين النرش”، وزوجة رجل الأعمال “راني مهنى”، وزوج أمها ” ممدوح البلتاجي” وزير السياحة الأسبق، 
 
والمقدم “حازم فوزي” من شرطة المطار، في مشهد دراماتيكي مدهش، كما ظهر في الفيديوهات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي ظهرت فيه بنت الأكابر بأخلاق الرعاع وما دونهم، من وصلات الردح والصفع، نهاية بمشهد ومقولة “أقلع لكم ملط”، وظهر المقدم بمشهد الرجل المهذب الرقيق المتقيد بمبادئ حسن التعامل، وظهوره بقدرة عجيبة على ضبط النفس.
وما تلا ذلك من إنقسام مواقع التواصل لفئتين:
فئة تشيد بأخلاق الضابط وحسن تعامله ومدى جرأة الناس على رجل أمن يؤدي وظيفته، والمطالبة بمحاسبة من أطلقوا عليها الرقاصة.
فئة تشمت في الضابط وترفع شعار “من أعمالكم سُلط عليكم”.
 
لكن غاب عن الجميع أن المشهد يطلق عليه بمنتهى الشفافية “هي دي مصر يا عبلة”.. 
 
رجال أعمال وأولادهم من أصحاب السلطة والحظوة والنفوذ.. رجال شرطة أسود على الغلابة فئران مذعورة أمام أصحاب القوة.. صمت المقدم لم يكن أدبا ولا حفاظا على هيبة الدولة أو تقيدا بقواعد الذوق واللياقة، وإنما خوفا وجبنا وتملقا لامرأة تعاملت معه بكل فجر وثقة في مكان عمله وهو يؤدي وظيفته..
علم تمام العلم من هي، وما تستطيع أن تفعل به، فصُور ذلك كله وتم نشره في سويعات للضغط الإعلامي على الكبار، واعتقد أنه في الغالب سوف يسوى الموضوع “حِبي” في قعدة عرب.
 
إلا أن ما استوقني، هو شئ آخر.. ما حدث على الرغم من تطرفه، إلا أنه مازال حدثا متكرر في أماكن كثيرة من العالم، لم كل هذا الاهتمام والترويج وشغل الرأي العام وبرامج التوك شوز، وباعتبار أنني كائن لعين، بدات اسأل نفسي:
 
ماذا حدث في موضوع الفوسفات؟
ما التصرف الحكومي أمام تصريحات وزير التموين “بلاش تاكلوا بامية أم 20 جنيه، وكلوا كوسة من أم 2.5 جنيه” مش كفيانا كوسة يا سيادة الوزير ولا إيه؟
ما هو التصرف بعد تصريح الغرفة التجارية بأن سبب غلاء الطماطم واتهامها بالجنون، التي هي برئية منه أن محصول الطماطم كان مصابا بفيروس “يعنى مريضة عيانة” سبب تلف 70% من المحصول.. من المسئول عن تلك الكارثة؟
بعد مافيا هدم الأماكن الأثرية في الأسكندرية دون رقيب أو حسيب لا من وزارة الآثار ولا الثقافة أو أيا كانت الجهة المعنية، عن طمس تاريخ بلد بطريقة متعمدة.. ما هو الإجراء الذي أُتخذ؟
 
موجة الغلاء التوسونامي التي تجتاح مصر إلى أين؟
بس سيبك أنت.. الزمالك قادم، والأميرة كيت ولدت وطلعت من المستشفى بعد ساعات وهى مورورة مش زي الستات عندنا، وملكة أسبانيا كسرت البرتوكول للترحيب بالرئيس، ودينا بتقول إن صافيناز ما عندهاش إمكانيات، ومصر حلوة والله بجد مصر حلوة.. حلوة جدا كمان.. بس شوية رحمة بها وبنا.
بقلم :هبة الله أحمد
كلمتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *