يوم 1/5/2015، انتشرت ملصقات على عدد من الأبنية بالقاهرة، نُسبت إلى حركة تسمى “أنت رئيسي”.. طالبت بعودة الفريق أحمد شفيق. الملصقات تأتي بالتوازي، مع دلالات سياسية وإعلامية وصحفية، تشير إلى أن عبدالفتاح السيسي في “مأزق” أقرب إلى المنعطف الخطير، فيما يتعلق بمستقبله في السلطة.
فالأخطاء لا تتوقف.. وحاضنته الشعبية تتآكل، “والتخبيط” بين أذرعته الإعلامية، يشير إلى انقسام حاد داخل حاضنته الأمنية.. والأخطر الإحساس بتراجع البناء على نظامه، داخل الحافظة المالية الخليجية الداعمة له.. خاصة القوى الأكبر والأهم “السعودية”.. والصمت “المراوغ” داخل دولة الهامش الخطيرة “الإمارات”.
وفي هذا السياق، يظل سؤال شفيق هو الأولى بالحضور في صدارة جدلية “السيسي والسلطة”: فالإمارات تحتفظ به وتفرض عليه حماية وحصانة، عصمته ـ حتى الآن ـ من أي طلب رسمي مصري بتسليمه لسلطات التحقيق.. فيما لا تجرؤ أية جهة، على التقدم بمثل هذا الطلب، أيًا كانت منزلتها ومستواها السيادي. مسألة قد تكون محيرة.. ولكن في أجواء المراجعة التي تشهدها مصر حاليًا، بشأن جردة حساب السيسي، قد تساعد على تفكيك طلاسم الموقف الإماراتي المتماسك والصلب بشأن حماية شفيق ووضعه كورقة في جيب دبي.. ريثما تنضج شروط إعادته إلى واجهة البدائل المحتملة.
والسؤال: لماذا شفيق بالذات؟! بالتأكيد فإن شفيق ـ بمنطق الحسابات العقلية ـ بضاعة مضمونة، خضعت لاختبار “متانة” رشحته كبديل مستقبلي، فهو يمثل تيارًا مدنيًّا مناوئًا للإسلاميين، الذين خرجوا من السلطة، حين حصل على ما يقرب من 13 مليون صوت في انتخابات الرئاسة عام 2012 أمام مرسي.
وحشد أمام المنصة ـ عشية الإعلان عن نتائج الانتخابات ـ مليونين من مؤيديه، في مشهد احتفالي ـ لا يخلو من التحدي واستعراض القوة ـ ترك انطباعًا بأنه المرشح الفائز. الأيام القادمة.. قد لا تكون حبلى بالمفاجآت، لأن “المقدمات” التي نراها الآن، ستفضي إلى “نتائج” متوقعة.. ولكن يبدو لي أن شفيق، ربما يكون هو مفاجئة هذا المخاض المتوقع في مصر.. وربما يتضح الدور الإماراتي ويتخلى عن المراوغة والتخفي والحذر في المستقبل القريب.. وهي مسألة تقديرية، سيقررها ما يسمى بنضج الشروط في القاهرة.
وهي شروط لن تتوقف عند فشل النظام في إنجاز أجندة وعوده.. وإنما أيضًا ستتوقف على ما إذا كان “رحم” دولة مبارك، بات مهيئًا بشكل مضمون، لاستقبال “النطفة” القادمة من مياه الخليج الصاخبة.. خاصة أن كل الإرهاصات تتحدث عن أن أكثر من 60 % من مفاصل الدولة، ستكون قريبًا تحت سيطرة رجال مبارك التاريخيين.
المصدر: “المصريون”