سيف عبدالفتاح يكتب: الفنكوش الإثيوبى
يبدو أن الفناكيش مع تعددها ومع كثرتها أصبح لا يسعها شعب مصر ولا أرض مصر، ارتبط حكم المنقلب باعتماد سياسة الفناكيش والتى تقوم على مشروعات وهمية تسويق الأوهام وبيع الأحلام واختراع الروايات حول أسر قائد الأسطول الأمريكى وإذلال الطائرة الأمريكية رغم أنها بلا طيار وإرغامها على الهبوط بالتقنية المصريه العالية، وهاهو مشروع الكفتة ومشاريع فنكوش أخرى تلته ليؤكد بالدليل القاطع الطابع الفنكوشى للخطاب الإنقلابى، يبدو أن أبو لمعة عاد من جديد إلا أن “الخواجة” الذى كان يجاريه فى مشاهد “الفشر”، العالم لم يعد قابلا بتقنياته وروايات شهود العيان فاضحة كاسحة.
أقول ذلك بمناسبة “الفنكوش الإثيوبى” والذى طالعتنا جوقة الإفك الإعلامى فى مصر فضلا عن التليفزيون المصرى براوية مفادها تحرير رهائن أثيوبيين بلغوا فى العدد سبع وعشرين بالجيش المصرى فى عملية قام بها الجيش وأجهزة أمنية، وخرجت جوقة الإعلام المصرى تصف ذلك بالعملية الكبيرة وضربة المعلم واستعادة مصر لمكانتها الإفريقية والعالمية خروجا على عصر العاهات الذى تجرأ وحكم مصر، مصانع الكذب الإعلامى تعمل بكل طاقاتها وإمكاناتها، وكان مشهد مقابلة المنقلب الإثيوبيين العائدين فى مطار القاهرة أعتى مشاهد الإفك فى ذلك الخبر وتلك الرواية وفبركة الحدث، إنها الفضيحة بعينها.
الرواية الأخرى تطل برأسها فى ذات الوقت الذى حُكيت فيه “الرواية الفضيحة المفبركة” ، التقرير الذي نشرته الوكالة العالمية، أن أحد العائدين الإثيوبيين كشف عن خلفيات تحرير المجموعة في ليبيا، إذ قدم رواية مغايرة لما قالت وسائل الاعلام الحكومية المصرية، إذ قال إن المجموعة كانت محتجزة لدى سلطات الهجرة في ليبيا .بينما قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية “أعلن السيسى خلال الندوة نجاح القوات المسلحه فى إعادة الأشقاء الإثيوبيين الذين تم اختطافهم فى ليبيا.” ولم تقدم وسائل الإعلام الرسمية تفاصيل عن هوياتهم أو طريقة الإفراج عنهم أو ملابسات احتجازهم.
فوجيء البعض بخبر عن نجاح السلطات المصرية بتحرير مجموعة من الأثيوبيين من أيدى تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، وفوجيء الجميع بتوجه السيسي للمطار لكي يكون في استقبالهم، وهو ما لم يحدث مع المصريين الذين تم ذبحهم في ليبيا، حيث فشل السيسي وحكومته في تحريرهم بالرغم من علم السلطات المصرية بخبر خطفهم بعدة أيام قبل قتلهم، وكذلك لم يستقبل السيسي المصريين الذين نجحوا من النجاة والعودة من ليبيا. ثم تواترت الأخبار عن رواية إثيوبيين، من العائدين إلى بلادهم من ليبيا، عبرمصر، إنهم لم يكونوا مختطفين لدى جماعات إرهابية، وإنما محتجزون لدى الحكومة الليبية بمنطقة الكويفة بمدينة بنغازي (شرق).
وأوضح “جرما ألمو”، أحد العائدين إلى بلاده، أنهم “لم يكونوا مختطفين من قبل جماعة إرهابية في ليبيا”، مضيفا: “كنا محتجزين منذ 8 أشهر في سجون حكومة طبرق الليبية (شرق)”. وفي تصريحات صحفية فور وصول المحتجزين مطار أديس أبابا الدولي، صباح الجمعة، قال ألمو، الذي يعتبر قائد المجموعة العائدة، إن “عملية الإفراج عن الإثيوبيين تمت بالإشراف من وزير خارجية إثيوبيا “تيتدروس أدحانوم”، والسفارة الليبية في أديس أبابا، وتكللت بنقلهم عبر الخطوط الليبية إلى الإسكندرية (شمالي مصر) ومن ثم نقلهم بالخطوط المصرية إلى القاهرة، حيث تكفلت السفارة الإثيوبية بقيمة التذاكر على الخطوط الأفريقية”.
بدوره، قال سراج توسا، أحد الإثيوبيين الذين وصلوا إلى مطار أديس أبابا الدولي، في تصريحات للصحفيين في المطار،: “قضيت في ليبيا سنة و5 أشهر، من بينها 8 أشهر في السجن، وأشكر الحكومة الإثيوبية التي ساعدتنا للخروج من هذا السجن الذي افتقدنا فيه الكرامة الإنسانية”. وأشار إلى أنه “باتصالات مع وزير الخارجية (الإثيوبي) تم نقلنا إلى البيضاء (شرق) حتى تحسنت معاملتنا، ونجد للمرة الأولى الطعام والماء، وتحسنت المعاملة حتى أن وصلنا إلى مطار الأبرق (شرق)، وأنا أعتبر نفسي اليوم مولودًا من جديد”، مؤكدًا: “لا علم لي بوجود عمليات عسكرية قامت بها أي جهة لتحريرنا”.
من جهته، قال محمد عبدالفتاح، أحد الإثيوبيين الذين وصولوا إلى مطار أديس أبابا الدولي، إنه وستة آخرين تم القبض عليهم من قبل أجهزة الأمن الليبية لضمهم إلى المجموعة.وأشار إلى أنه طلب من وزير الخارجية الإثيوبي والسفير الليبي لدى إثيوبيا بمساعدتهم في استلام ممتلكاتهم وأموالهم التي تركوها في ليبيا.
من جانبه، قال وزير خارجية إثيوبيا، “تيدروس أدحانوم”، إن بداية عملية إعادة الإثيوبيين، بدأت في 18 أبريل/ نيسان الماضي، عندما وصلته رسالة من مواطن يدعي جرما ألمو، أخبره فيها بوجود 30 إثيوبيًا، محتجزين في أحد السجون التابعة للحكومة الليبية شرقي ليبيا.وأضاف، في تصريحات للصحفيين بمطار أديس أبابا اليوم، أنه “استدعى السفير الليبي لدى إثيوبيا محفوظ رجب رحيم، واطلع منه على أوضاع الإثيوبيين المحتجزين بالسجون الليبية.
وأشار أدحانوم إلى أن السفير الليبي قام بالتواصل مع حكومة بلاده حتى تم الإفراج عن الإثيوبيين من السجون الليبية.وأوضح أن السودان ومصر قدمتا كل التسهيلات لإعادة الإثيوبيين إلى بلادهم، مشيرا إلى أن 10 إثيوبيين عادوا من ليبيا إلى إثيوبيا عبر السودان الأربعاء الماضي، واليوم يعود إلى إثيوبيا 30 إثيوبيًا عبر مصر.
فيما قال السفير الليبي لدى إثيوبيا، محفوظ رجب رحيم، في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، إن “وزير خارجية أثيوبيا تيدروس أدحانوم، اتصل به وأبلغه أن مواطنًا إثيوبيًا اتصل به، وقال إن مجموعة إثيوبية موجودة في مركز للإيواء شرقي ليبيا. وتابع: “أجرينا اتصالات حتى تم نقلهم من مدينة الكويفة إلى بنغازي ثم البيضاء، ومنها الى مطار الأبرق حيث استقلوا طائرة تابعة للخطوط الأفريقية الليبية، إلى مدينة الإسكندرية (شمالي مصر)”.
وكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، استقبل ظهر الخميس، بمطار القاهرة 27 مواطنًا إثيوبيًا يمثلون الدفعة الأولى من الأشقاء الإثيوبيين العائدين من ليبيا، والذين تم تحريرهم بالتعاون بين الأجهزة الأمنية المصرية والليبية، بحضور محمود درير، سفير إثيوبيا بالقاهرة، بحسب ما نقل التليفزيون المصري الرسمي.
في الوقت الذي قال بيان للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، مساء الخميس، إن “السيسي وجّه كلمة إلى وسائل الإعلام أشار فيها إلى أن مصر قامت بالتنسيق مع الأشقاء في ليبيا وإثيوبيا بتحرير المواطنين الاثيوبيين الذين كانوا يعانون ظروفاً شديدة الصعوبة في ليبيا (دون أن يحدد مزيدًا من التفاصيل حول طريقة التحرير)”.
وأضاف بيان المتحدث باسم الرئاسة أن “السيسي أشار إلى أن الأجهزة الأمنية تمكنت من استعادة المواطنين الإثيوبيين وتم نقلهم إلى مصر”، موجها الشكر لكافة الأجهزة الأمنية المصرية والليبية التي ساهمت بجهودها في استعادة المواطنين الإثيوبيين، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية المصرية تبذل جهودها من أجل مكافحة الإرهاب وتوفير الحماية والتأمين للمواطنين الأبرياء فهي تدافع ولا تعتدي، وذلك جزء أساسي من دورها.
وصدر تقرير رويتر ليفضح المنقلب وسدنته من إعلام الإفك فى مصر نقلت وسائل إعلام رسمية مصرية عن الرئيس عبد الفتاح السيسي قوله إن مجموعة من الإثيوبيين كانوا خطفوا في ليبيا وصلوا مطار القاهرة يوم الخميس بعد أن أنقذتهم قوات الجيش المصري. لكن أحد الأثيوبيين من المجموعة ومصدرا ليبيا شككا فيما يبدو في تلك الرواية قائلين إن الرجال كانوا محتجزين فقط لدى جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الليبي.
عرض التلفزيون الرسمي لقطات مباشرة من المطار للسيسي وهو يستقبل نحو 30 إثيوبيا قدموا على طائرة تابعة للحكومة المصرية. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية “أعلن السيسى خلال الندوة نجاح القوات المسلحه فى إعادة الأشقاء الإثيوبيين الذين تم اختطافهم فى ليبيا .”لاحظ إقحام الجيش فى الموضوع والإيحاء بأنها عملية عسكرية، ولاحظ أيضا تصوير العملية كاختطاف، ثم انطلقت أكاذيب الإعلام حول اختطافهم قبل داعش، وتحرير الرهائن، وجيش مصر العظيم ليعضد ويرسم صورة مخالفة للحدث والحادث بالفعل على أرض الواقع.
وأعلن ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعى فضلا عن تقارير تواترت عن الفنكوش الإثيوبى وفبركة الحدث ومساهمة المنقلب بنفسه فى هذه المسرحية الهابطة، فأدلت جبهة “طريق الثورة” إن هناك بعض التناقض الشديد بين تناول الأخبار حول واقعة أن الجيش المصري حرر رهائن إثيوبيين في ليبيا العربية والعالمية، حيث علقت قائلة “إن النظام كذب وهذا الكذب غير منفصل عن عادة النظام الذي وصفه بـ”العسكري” مؤخرًا في الاعتماد على الكذب من أجل صنع انتصارات وهمية، واعتماده على الشو الإعلامي في صنع هالة نجاح كاذبة لا نجدها على الأرض إلا في غلاء لأسعار المحروقات والكهرباء والسلع”.
واستشهدت “ثوار” في تدوينة عبر صحفتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن التليفزيون قام بنشر خبر يفيد بأن “الجيش يُحرر رهائن إثيوبيين في ليبيا” وبناءً عليه ذهب السيسي واستقبلهم في المطار، تعجبنا من الفعل لأنه مادام لنا مثل تلك القدرة العسكرية فلماذا تركنا المصريين مخطوفين في ليبيا حتى تم ذبحهم على البحر، ولماذا لم نُجلِ المصريين من اليمن حتى أجلاهم الجيش الهندي؟! ، وأضافت أن الأخبار العالمية أتت تباعا وتفيد بأن الإثيوبيين لم يكونوا مختطفين بل محتجزين لدى حكومة طبرق الليبية كمهاجرين غير شرعيين، وأن مصر مُجرد جسر لعودتهم لبلادهم هي والسودان.
هذه هى القصة والفضيحة والرواية الأخرى التى نتحدى بها أجهزة النظام المنقلب وأذرعه الإعلامية والتى اتضح من اضطراد ممارستهم احتراف الإفك وإخراج الأفلام الهابطة والمسرحيات الهزلية حتى صارت صنعته وعلى رأسهم “الممثل –المنقلب”، فاضت مصر بفناكيشها فامتدت الى غيرها فى إثيوبيا لتتحفنا بالفنكوش الإثيوبى، أى محطة قادمة لفنكوش قادم برعاية المنقلب وإنقلابه، ولا يزال المنقلب يخفى في جرابه مشروعات فنكوشية لكنه يخبئها خوفا من الأشرار.
المصدر : مصر العربية