مقال النائب الكويتي السابق والكاتب الصحفي مبارك الدويلة ، والذي منع من النشر بصحيفة “القبس” الكويتية في عموده الأسبوعي باسم “حصاد السنين”، تحت عنوان “ولي ولي عهد.. كويتي!!”، ويقدم من خلاله رؤيته التي قال إنها شخصية وغير ملزمة لأحد من أجل الانتقال السلس للسلطة في الكويت خوفًا ممن وصفهم بالمتربصين الذين ينتظرون الفرصة لحجز مكان في قطار الحكم.
وإلى نص المقال :
ولي ولي عهد.. كويتي!!
أعرف جيدا أن الدستور الكويتي ينظم طريقة اختيار ولي العهد، حاكم المستقبل، وأعرف جيداً أن الإجراءات الدستورية تبدأ بعد خلو مقعد الإمارة، وأدرك دور مجلس الأمة في اختيار حاكم المستقبل، لكنني أيضاً أُدرك أن الكويت تمر بظروف استثنائية داخلياً وخارجياً، وأن منطقة الخليج ومنطقة الشرق الأوسط يُعاد رسم حدودها من جديد، لذلك لا أجد غضاضةً في التفكير بصوت عال لمناقشة مستقبل البلد بما يحفظها من الانقسام والتشرذم نتيجة هذه المستجدات .
اليوم حال أسرة الحكم لا تخفى على أحد، وحال القوى السياسية والاجتماعية في البلد لا تسر الصديق، والجميع (حاط إيده على قلبه) خائف من المستقبل وما يخفيه ، والبلد لا تحتمل أي شكل من أشكال الصراع على السلطة لا داخل الأسرة ولا بين القوى المؤثرة في المجتمع، وكلنا شاهد ولازال يشاهد حالة الترقب والترصد من أطراف تنتظر حكم القدر لتضمن لها مكاناً في قطار الحكم !
وخوفاً من استغلال ضعاف النفوس لهذا الجو الغير صحي، ونظرًا لغياب تمثيل حقيقي للشعب الكويتي في السلطة التشريعية، وقياساً على سوابق وشواهد عايشناها جميعًا في مرحلة من المراحل، لذلك لا أجد بأساً من أن تجتمع أسرة الحكم اليوم فيما بينها وتتفق على ترتيب هذا التسلسل المستقبلي حتى تضمن عدم الخلاف والشقاق فيما بعد فتختار مرشحًا كما تختار أيضاً ثلاثة آخرين كبديل في حالة اعتراض مجلس الأمة، وهذا الأمر لا يتعارض مع الدستور لأن توافق أسرة الحكم غير ملزم للسلطة التشريعية، وفي حال اعتراض الأخيرة على الاسم المرشح يتم ترشيح الثلاثة الذين في السلسلة المتوافق عليها !
هنا نضمن سلامة الإجراءات الدستورية في حالة من التوافق الأسري، وفي وجود سمو الأمير وتحت عينه وبصره .
هذا الرأي رأي شخصي، لا أمثل فيه أحداً ولا يتحمل تبعاته غيري، لكنني رأيت حالة الترقب من أطراف أتمنى أن لا أراها وهي تدير البلد، لأن البلد ما عاد تحتمل مزيداً من التردي في الأوضاع، لذلك أطرح هذا الموضوع لنسد ثغرة وباب فتنه قد يعصف بالأول والتالي ويهدد مستقبل أجيالنا للخطر !.