يونيو 10, 2023

د. حازم حسني يكتب: مسخرة محلية فى محفل دولي

تابعت وقائع المؤتمر الصحفى للرئيس المصرى والمستشارة الألمانية … حديث ” ميركل ” واضح بخصوص وجود اختلافات فى وجهات النظر، وهذا أمر طبيعى فى علاقات الدول ولا شئ فيه يقلق فى ذاته … حديثها عن التعاون العسكرى جاء مشروطاً بمحاربة الإرهاب، كما أنها أكدت أنه حتى هذا التعاون المشروط هو قيد الدراسة، ومن ثم فإننى لا أجد مبرراً لتعليق البلالين من قبل البعض بشأن هذا التعاون، وعلى الكل أن يعرف أنه موضوع حساس ولابد له أن يعرض على البرلمان الذى يستخف به الكثيرون فى معية الرئيس!!ـ

مداخلات “السيسى” وردوده جاءت جيدة فى جزء كبير منها … صحيح أنها ليست الردود القوية التى تعبر عن دولة قوية واثقة، لكنها كانت جيدة، ولا مجال هنا لبكائيات على اللبن المسكوب، وعلى الأخطاء التى ارتكبها النظام طيلة عامين وجعلتنا نقف موقف المدافعين الشارحين لأمور كان لابد أن تشرح نفسها على الأرض!!ـ

أقول إذن – بعيداً عن هذه الملاحظة الأخيرة – أنها كانت مداخلات وردود جيدة فى مجملها، لكنها – وهنا تدخل المسخرة المحلية إلى المحفل الدولى – مداخلات وردود اختلطت بما يسئ وينقص من قيمتها … مثلاً حديث السيسى لميركل وكأنه يخاطب المصريين، فيشير لها بإصبعه وكأنها تنتظر توجيهاته وهو يقول لها “ولازم تساعدونا”! … حديثه لها قائلاً – بعفوية لكنها سقطة – “خللى بالك!!” … السقطة الكبرى كانت حين وجه الشكر لجماهير المصريين التى قال إنها جاءت من ألمانيا وكل أوروبا ومن مصر لكى تثبت للألمان وقوف المصريين خلف نظامه وسياساته … حتى لو كان هذا الادعاء صحيحاً – وهو ليس كذلك – فإن الحديث عنه بهذا الشكل فى مؤتمر صحفى يجمعه بالمستشارة الألمانية أعتقده سقطة جاءت بنتيجة عكسية!!ـ

المسخرة الكبرى هى أن ينبرى الصحفيون المصريون بالقاعة للتصفيق للرجل بشكل شعبوى مبالغ فيه، وأن يوجه له أحدهم التحية دون مبرر لنجاح سياسته الخارجية دون أن تصاحب أحكامه المجانية هذه سؤالاً للسيسى!! … هذه أمثلة من سقطات ومساخر لها نكهة محلية من شأنها أن تثير استياءً لدى العقل الأوروبى، ولولاها لمر المؤتمر بشكل أفضل، أو لنقل أقل سوءاً

المصدر : صفحة الكاتب بالفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *