يونيو 10, 2023

عز الدين الكومي يكتب : إنجازات العسكر تتحدث عن نفسها

إلى الذين يتحدثون اليوم ويتساءلون عن إنجازات زعيم عصابة الانقلاب بعد سنة من سطوه المسلح على السلطة والقضاء على آمال المصريين في حكم ديمقراطي حيث قام هو وعصابته الذين حكموا سنتين وليس سنة واحدة فقط كما يظن البعض علينا أن نتحدث عن جرائم النظام الانقلابي في حق المصريين لأنها هي أبرز الإنجازات التي قدمها العسكر والتي تمثلت في القتل والاغتصاب والاعتقال والتعذيب وإرهاب الدولة والتطاول على الدين وترك أبواق الإعلام وبلاعات الفضائيات تنال من رموز الإسلام وثوابت الدين وقيمه ومثله العليا بالإضافة إلي المشروعات الوهمية والفناكيش ورفع الدعم وغلاء الأسعار والانفلات الأمني وتغول الشرطة وإجرامها في حق المواطن هذه هي ببساطة شديدة إنجازات النظام الانقلابي.

ولذلك لا تتعجب عندما يصدر حزب القوات المسلحة تقريرا عن إنجازات زعيم عصابة الانقلاب في سنة والتي تجلت في المشاركة في عاصفة الحزم لاستعادة الأمن والاستقرار لليمن الشقيق ولضمان حرية وسلامة الملاحة في مضيق باب المندب.

على الرغم من إعلان المملكة العربية السعودية أعلنت أن القصد من عاصفة الحزم هو عودة الشرعية المزيفة لليمن، كما أكد حزب القوات المسلحة أن زعيم عصابة الانقلاب أولي عناية خاصة بطلبة الكليات العسكرية ففي مجال مشاركة القوات المسلحة في الأنشطة والاحتفالات ومتابعة مراحل إعداد وتأهيل طلبه الكليات والمعاهد العسكرية الذين يمثلون الأمل والمستقبل لمصر وقواتها المسلحة حرص بنفسه على متابعة مراحل سير العملية التعليمية والتدريبية لطلبة الكليات والمعاهد العسكرية كما شارك في احتفالات تخرج الدفعات الجديدة من الكليات والمعاهد العسكرية كافة وشهد احتفالات مصر والقوات المسلحة بالذكرى الواحد والأربعين لانتصارات أكتوبر المجيدة هذه هي الإنجازات التي يتحدث عنها حزب القوات المسلحة.

لكن الحقيقة أن حكم العسكر والذي استمر طوال ستة عقود جثم فيها على صدور المصريين لم يقدم لهم سوى الديكتاتورية والتي تمثلت في هيمنة حزب سياسي واحد باسم الاتحاد الاشتراكي تارة والذي وكان وعاء إداريا موازيا لأجهزة السلطة التنفيذية ومتداخلا معها. ولا يسمح بالانتماء إليه إلا للموالين للسلطة ولاء تاما أما من هم خارجة فهم أعداء الشعب وأعداء الثورة . أو باسم حزب مصر أو الحزب الوطني تارة أخري وأخيرا حزب القوات المسلحة.

كما أن أهم الإنجازات التي قدمها العسكر للمصريين خلال هذه العقود الستة هي العشوائيات والأمراض والأوبئة والفقر والجوع والجهل والتخلف والبطالة والجري خلف أنبوبة الغاز ورغيف الخبز وانعدام الخدمات الصحية وحتى المشروعات التي أقامها عبد الناصر بعد الثورة كان المستفيد الأول منها هو الطبقة الجديدة التي تكونت من ضباط الجيش والموالين لهم والذين تحولوا إلي رؤساء مجالس إدارات الشركات والهيئات والمصالح التي تم تأميمها بعد الثورة ناهيك عن القمع البوليسي والذي طال كل المصريين وما أحداث كرداسة وكمشيش منا ببعيد والذي تبلور في نكبة 67 وهزيمة الجيش المصري المبعثر بين اليمن ومصر حتى أن موشي ديان يقول بعد هزيمة يونيو 67 حيث اليهود على ضفة القناة وتم تدمير مدن القناة بالكامل وتشريد أهلها يقول لو كان الأمر بيدي لصنعت له تمثالاً في تل أبيب.

ثم كانت كامب ديفيد اتفاقية الانبطاح والاستسلام والانفتاح الاقتصادي لطبقة العسكر والديمقراطية الزائفة وأن ديمقراطية السادات كانت من ذوات الأنياب كما نعتها عندما انتقده البعض ظنا منه أنه يعيش في عصر الديمقراطية والمنابر الحزبية وهيمنة الحزب الواحد وتحويل المجتمع المصري لمجتمع استهلاكي مسالم يحب السلام ويدعو للسلام وألقي بسلاحه الروسي في قناة السويس والبحيرات المرة وتم الخلاص من كل القادة العسكريين –سعد الدين الشاذلي وأحمد بدوي نموذجا- وتم التخلص من البقية الباقية في عهد المخلوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *