مجلة حكومية مصرية: السعودية باعت مصر وعلينا البحث عن مصالحنا مع إيران .
احتفت قناة العالم الإيرانية بتقرير صحفي نشرته مجلة “روز اليوسف” الحكومية المصرية، حول توتر العلاقات السعودية المصرية تحت عنوان “السعودية باعت مصر”، وأن “عودة العلاقات المصرية – الإيرانية أكثر من ضرورة”.
وقالت قناة العالم إن المجلة المصرية، أشارت إلى أن “استقبال الملك سلمان لخالد مشعل ومد الجسور مع إخوان اليمن يهز الجسر بين الحليفين”، وأن الإعلام السعودي بات يهاجم مصر، حتى إن صحفيين سعوديين وصفوا 30 يونيو بـ”الانقلاب”، بحسب المجلة.
ويبدو أن وسائل الإعلام الإيرانية تتبع وبشكل دقيق، في الفترة الحالية كل ما يتناوله الإعلام المصري بشأن العلاقات مع السعودية، حيث أشادت وكالة أرنا الإيرانية من قبل بمقال نشره المحرر الدبلوماسي أحمد عبد الهادي علام، رئيس تحرير صحيفة الأهرام الحكومية المصرية وانتقد من خلاله المملكة السعودية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية ” ارنا” على نشرتيها باللغتين العربية والفارسية فقرات مطولة من مقال محمد عبدالهادي علام رئيس تحرير الأهرام الذي شن خلاله هجوما عنيفا على السعودية وسياستها بالمنطقة ” شاهد الصور بالأسفل” .
وأبرزت وكالة “ارنا” إشادة “الأهرام” بإيران وديبلوماسيتها ونجاحها في توقيع اتفاق تاريخي مع الدول الكبرى بشأن برنامجها النووي ، وتحميله للسعودية مسؤولية الفشل العربي في هذا الملف .
كما أبرزت انتقاد علام لما وصفه بـ”تخطيط السعودية لمواجهة إيران عن طرق إذكاء نار الفتنة بين السنة والشيعة واحتوائها لجماعات سنية متطرفة “.
وأبدى المراقبون اندهاشهم مما نشرته المجلة، واعتبروه تصعيدا إعلاميا مفاجئا، يأتي بعد لقاء وزيري خارجية مصر والسعودية في المملكة، التي قللا فيها من شأن ما تردد حول وجود أزمة في العلاقات بين البلدين، ومن شأن زيارة مشعل إلى السعودية مؤخرا.
أدلة قوية على الفتور بين مصر والسعودية
وأوردت “روزا ليوسف” في تقريرها أسبابا اعتبرتها أدلة على وجود توتر في العلاقات بين مصر والسعودية، أهمها أن مصر تنظر إلى الأزمتين السورية والليبية من زاوية مختلفة عما تراه المملكة.
ورأت أن السعودية تدعم “المعارضة السورية المكونة من (إخوان ـ سلفيين ـ نصرة) بحسب المجلة، وترى أن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة في سوريا.
وترى المجلة ـ في إشارة منها إلى موقف مصر تجاه الأزمة السوريةـ أن من الممكن التوصل إلى اتفاق سلام يحفظ مكانا لبشار الأسد في الفترة الانتقالية، وترى أن التهديد الرئيس في الوضع السوري ليس الأسد، بل المسلحين. والموقف الثنائي من ليبيا لا يختلف كثيرا عن سوريا.
واستطردت المجلة بأن التقارب “المصري ـ الروسي” لا يأتي أيضا على هوى المملكة في عهد الملك سلمان، وأن التقارب السعودي التركي يتسبب في غصة لدى النظام المصري بعد موقف أردوغان من ثورة 30 يونيو، ووقوفه ضد الإدارة المصرية لصالح جماعة الإخوان”، وفق وصفها.
ومشيرة إلى ما تنشره وسائل الإعلام السعودية عن مصر، وما يكتبه الإعلامي جمال خاشقجي الذي يصفه البعض بصوت القصر الملكي، أكدت “روز اليوسف” أن ما ينبغي التوقف عنده هو مقال الكاتب زياد الدريس بجريدة الحياة الأربعاء الماضي تحت عنوان “في مصر دولة عميقة وشعب عميق”، إذ إنه وصف ما حدث في 30 يونيو 2013 بشكل غير مباشر، بـ”الانقلاب”، علما بأنه يشغل منصب المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة اليونسكو في باريس.
وقالت روز اليوسف: “إن السعودية باتت تعتبر الإخوان حليفا محتملا في المعركة ضد التوسع الإقليمي لإيران، وإما أن تصبح مصر على نفس الخط مع المملكة بجانب الإخوان وقطر وتركيا، رغما عنها، وإلا فلتذهب العلاقات (مع مصر) إلى الجحيم”.
العلاقات مع إيران ضرورة ملحة
وتساءلت روز اليوسف: “ما المانع في أن نبحث عما يحقق مصالح الدولة المصرية؟ وما المانع في إذابة الجليد المتراكم منذ سنوات بين مصر وإيران؟ ولماذا نستمر في اعتبار مسألة العلاقات المصرية الإيرانية خطا أحمر لا يجوز الخوض فيه؟ وما الضرر من إعادة العلاقات بين القاهرة وإيران؟”
وأشارت المجلة إلى أنه بعد الاتفاقية التاريخية بين اميركا والدول الخمس الأخرى مع طهران حول البرنامج النووي، فإن الدولة المصرية تستطيع على هامش هذا الاتفاق الاستفادة بشكل كبير.