قال الإعلامي محمد ناصر في برنامجه من مصر على قناة مصر الأن منذ عدة حلقات أن الإمارات تملك 20000 لجنة إلكترونية , و الحقيقة أنني كنت أيضا نبهت منذ قرابة 5 أشهر أنها تمتلك لجان إلكترونية , و تلقى أنصار الشرعية المعلومة و لكن لأن مشكلتنا هى الوعي فلم يفندوها أو يفكروا فيها , و طبعا تلقوها بالمعنى الحرفي لها , لجان تبع دولة مؤيدة للسيسي فطبيعي أن تكون تلك اللجان مقسمة بين شاتم للإخوان و بين مناصر للسيسي , و الحقيقي أن هذا تفكير سطحي جدا , لأنك بمجرد ما ترى حساب مؤيد للسيسي أو شاتم و لعان في الإخوان و الثورات ستقوم بغلق حسابه , و هنا تزول فائدة تلك اللجان .
و لكي تعرف ما طبيعة عمل تلك اللجان يجب أن تعرف ماذا يريد خصمك ,
أولا : تشويه الاخوان ,
ثانيا : تلميع السيسي ,
ثالثا : تثبيط عزيمتك ,
رابعا : بقاء المعركة بين عسكر و إخوان و ليست بين ديموقراطية و دكتاتورية ,
خامسا : تخويف حزب الكنبة مما يحدث لهم من ترك السيسي لمنصبه .
وبتوضيح هذه الأسباب الخمسة تجد لكل بند حديث و حوار مختلف :
* تشويه الإخوان سيكون إما بمدحهم الزائد عن الحد و التركيز على إظهار الأعمال المنفرة لأي إسلامي و أما بالإستمرار في الحديث الفاشل الذي استخدم قبل 30 يونيه
* تلميع السيسي سيكون بتضخيم صغائره و التغاضي عن فشله و أما بتوزيع فشله الدائم على الأخرين من صغار المسؤولين .
* تثبيط عزيمتك لضمان وقوف الحراك الثابت في الشوارع منذ 25 شهراً و بث كلام مفعم بالإحباط و تقليل من عمل مناهضي الإنقلاب و تأكيد على أن السيسي ثبت أركان دكتاتوريته .
* التأكيد على استمرار ثنائية العسكر و الإخوان و هي عن طريق سب كل شخص يسقط من السيسي حتى لا يضم على صفك و لا يزيد عزل السيسي السياسي فلا يجد هذا القادم إلا الصمت لأن الدكتاتور طرده و المظلوم يريد أن يحارب وحده .
* التخويف و هو السلاح الأهم لأن السيسي يعلم أن الشعب إن تحرك سيكون كالطوفان فهو حريص أن يكون المسيحيين كلهم رهينة غلطة تواضروس و الجيش كله رهين غلطة السيسي و مجلسه العسكري و القضاء كلة هو الزند فيجدون أنفسهم متورطون في حرب لم يخوضوها فيلتحموا مرة أخرى بالسيسي لأنهم يرون أنهم سيدحرون بمجرد رحيل السيسي , رغم تأفأفهم مما يفعله السيسي و تواضروس و الزند .
وبديهيا لا يمكن أن يجتمع حساب واحد إلكتروني (لجنة) ليحمل كل تلك الأفكار لكل تلك الطوائف فيحكم على نفسه بالفشل و الفضيحة , و هو ما يجعل 20000 لجنة الكترونية مقسمين تقريبا إلى 2500 فرد لكل فريق و هو عدد ضخم جدا لتغذية قضية السيسي و هدم قضية الحق و الديموقراطية و بمجرد هجوم 10 منهم على حساب أو كتابة او مقالة لشخص من السياسيين المعروفين تجد البعض يلتزم الصمت حتى لا يصبح في خط نيرانهم و إذا زايدوا إستصغرت نفسك و إذا سبوا تجد نفسك إما سباباً أو صامتاً ، و أكثر من تلك الحسابات بأسماء بنات نظراً لطبيعة الشعب العربي أيضا فحينما يجد المتحاور حساب باسم سيدة فيتعامل معه كأنه ينظر للمرأة و “يسبسب” شعره و يبدأ يتحسس كلماته , برغم أن الخبرات تقول أن من يجلس وراء كيبورد قد يكون بشارب و لحية , و لكن نحنحة السيسي أسلوب حياة .
و نعود لتبيان تأثير لعبة الشؤون المعنوية , فالصفحات المعروفة حينما تطرح فيها رؤية عن شخص أو موضوع تجد مجموعة أشخاص يتحدثون و يؤيدون وجهة نظر واحدة فبالتالي و بطبيعة النفس البشرية من يدخل في الحوار سيراعي ما قيل قبل ذلك في نفسه , و بعضهم قد يكتب لك انظر كل التعليقات السابقة ضدك دليل على أنك خطأ , و بعضهم يترك التعليق و لا يتجرأ أن يواجه كل هؤلاء المنتقدين و قليل منهم لا يتعدى 10% هم من يجرؤون أن يخالفوا هؤلاء الكثر المتضامنين و هو مثال حي لما يحدث في حياتنا اليومية في الميكروباص و المترو و الأتوبيس و أعمالنا اليومية و لكن الله في كتابه الحكيم ربط القلة عدداً من الناس بأنهم الذين يعلمون و يشكرون و يفقهون و …..
اختم مقالي بمقولة سيدنا علي رضي الله عنه ” لا تستوحشوا طريق الحق من قلة سالكية ” و تذكروا أن العز بن عبد السلام قاد وحيدا الشعب المصري لمواجهة التتار في حين كانوا كل شيوخ الأمة خانعين و الى معركةعي جديده .
المصدر : كلمتي