بعد أن تمكنت إسرائيل بمساعدة الغرب الصليبى، من السيطرة على العديد من حكام العرب، فضلاً عن نجاحها فى تقسيم عددٍ من الدول العربية وآخرها سوريا التى على وشك الإجهاز عليها بمساعدة روسيا وبتخطيطٍ أوروبى وأمريكى، وربما بتمويل عربى، والأخطر ما يعيشه العرب والمسلمون من حالة ضعف وجبن وإحباط.
ولذلك كان هذا هو التوقيت المناسب لتدنيس المسجد الأقصى باقتحامه، والتعدى على المرابطين والمرابطات، الذين لم يبخلوا بأنفسهم دفاعاً على المسجد الأقصى، لكن أبناء القردة والخنازير اقتحموا باحات المسجد الأقصى بالدخول بأسلحتهم النارية، واستخدام الهراوات والغازات المسيلة للدموع، مما تسبب فى إصابة الكثير من رواد المسجد الأقصى.
يفوت على الكثير أن الصهيوأمريكية نجحت ايما نجاح فى إلهاء الدول التى لم تنتهِ من الإجهاز عليها فى مشكلات داخلية طاحنة وصرعات إيديوجية خطيرة، فضلاً عن إثارة نعرات طائفية قديمة، وكذلك إحياء نزاعات مع دول الجوار على الحدود أو على مناطق متنازع عليها، وغيرها من المشكلات.
يزور الحرمين الشريفين (المكى والمدنى) هذا الموسم مايقرب من ثلاثة ملايين حاج، وقد تزينا أجمل زينة استعداداً لاستقبال هذا العدد الضخم من الزوار .
ربما يتوقع البعض أن الحرمين الشريفين سعيدان بهذا الموسم، لكن ما يحدث فى المسجد الأقصى من تدنيس من اليهود، وإهانة وتحقير واقتحام يحزنهما أشد الحزن، فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين وتُشد له الرحال.
ليست هذه هى المرة الأولى، وللأسف لن تكون الأخيرة لهذا الاقتحام، وذلك لأن أوضاع الشعوب العربية وحكامها لم تتغير، وإذا تغيرت فهى تتغير من سيئ إلى أسوأ، ومن ثم فسوف تزداد الأوضاع انحطاطاً وسوءً .
وينبغى أن يلاحظ المتابع للأوضاع الراهنة أن اختيار إسرائيل لهذا التوقيت لاقتحام المسجد الأقصى، لم يأتِ اعتباطاً، فهم يريدون أن يهينوا العرب والمسلمين أشد إهانة، وهى فرصة ذهبية لهم للتمهيد لهدم المسجد الأقصى وقبة الصخرة وإقامة هيكلهم المزعوم، هذه اللحظة المبتغاة والتى يعملون من أجلها منذ صدور وعد بولفر عام 1917، وهم يعلمون جيداً أن العرب ليسوا هم أولياء أمور أنفسهم، وإنما يدير أمورهم دول كبرى من الشرق أو من الغرب.
ومع كل هذه المصائب وتلك الكوارث، إلا أن الشعوب الإسلامية قد مرت بمراحل ضعف عديدة على مر التاريخ، بل كانت هناك مراحل أشد انحطاطاً مر بها العرب والمسلمون، وقد سخر لهم الله زعماء وقادة وفقهم الله ليقودوا الأمة نحو انتصارات هائلة على أعدائها، ومن أبرز القادة الذين تحقق على أيديهم النصر على أعداءالإسلام والمسلمين الناصر صلاح الدين الأيوبى والسلطان قطز، فهل يهب لنا ربنا أحداً من المسلمين يمتلك قوة هذين الزعيمين؟
قولوا: يا رب!!
المصدر : كلمتي
شوكت الملط يكتب: الأقصى يشكو إلى الله صمت المسلمين