آيات عرابي تكتب | الناشط حمادة (1)

آيات عرابي تكتب | الناشط حمادة (1)

آيات عرابي تكتب | الناشط حمادة (1)

يبدو أن هناك قسما في وزارة التربية والتعليم مسؤول عن طباعة نموذج الناشط حمادة
هذا القسم هو المسؤول عن الإشراف على عمليات التجهيل وتغييب الوعي السابقة التي مورست على عقلك خلال المراحل التعليمية, وهو اشبه بأقسام مراقبة الجودة في المصانع.
ينتج هذا القسم مئات من عينة الناشط حمادة
وحمادة متحمس ووطني يؤمن بزعامة عبد الناصر ووطنية السادات وبأن الطفل المصري هو أذكى طفل في العالم والجيش المصري جيش وطني عظيم, ولو لم تقم الثورة في 25 يناير 2011 لاعتقد حمادة أن المخلوع زعيم وطني وهو من قاد الضربة الجوية الأولى.
بالمناسبة ليس الأمر خيالياً إلى هذا الحد, فابراهيم عيسى وهو أحد من قاموا بخداعنا كان يردد بعد الثورة أنه من الواجب احترام المخلوع لدوره فيما يسمى بالضربة الجوية.
حمادة دخل قائمة نشطاء الثورة من باب سب المخلوع
يحدثك حمادة عن لصوصية وفساد المخلوع, وعروقه تكاد تنفجر من شدة الوطنية وتكاد دموعه تنزل على وجنتيه من فرط الثورية وهو يحدثك عن “فساد 30 سنة”
وهو ختم المرور لحمادة ومصطفى بكري وجمال فهمي وغيرهم من الأنصاف إلى عالم أرباع النشطاء وموظفي الأكشاك الحزبية.
غير أن حمادة لا يحدثك أبداً عن أن المخلوع كان على كشوف مرتبات السي آي إيه منذ عام 1971 بل لا يحدثك أصلاً عن أن السادات نفسه كان يتقاضى راتبا من السي آي إيه منذ الستينيات, هي معلومات لم تصل لحمادة, لأن حمادة أصلاً لا يقرأ.
لا يحدثك حمادة عن المقولة الشهيرة للمخلوع (لو اطول كنت قلبت المساجد ديسكوهات), ولا يحدثك عن عدم إيمان جمال مبارك بالدين أصلاً, ولا يتطرق إلى القرابة بين سوزان وجيهان, فهذه أمور لا يدركها, فحمادة كما تعرف ليس لديه وقت للقراءة, هو فقط يكتفي بما درسه في مادة التربية الوطنية وبقراءة مقالات الأوساز رغاوي الصحفي الوطني الجنجهوري.
حمادة لا يعتبر المخلوع مرتداً (برغم صدور فتوى من أكثر من مئة عالم بكفره عندما حاصر غزة), هو فقط يراه مستبدا فاسدا, فهكذا يقول الأوساز رغاوي, المثقف النخبوي.
حمادة يؤمن بزعامة عبد الناصر, ويقشعر جلده من الغضب حين تحدثه عن عشرات الروايات عن كفر عبد الناصر أو عن اتصالاته بالعدو الصهيوني, ثم يطلب منك في حكمة تعلمها من مقالات الأوساز رغاوي أن نركز فيما نحن فيه من هموم الانقلاب, فحمادة لا يملك عقلا أصلا ليتتبع سلسلة العسكر التي عينها اليهود.
لا يعرف حمادة أن المقبور عبد الناصر كان متصلا بالموساد والسي آي إيه قبل انقلابه وأن السادات كان يتقاضى راتبا من السي آي إيه قبل تعيينه نائبا ومع ذلك عينه المقبور عبد الناصر نائبا في ظروف شديدة الغموض ولا يعلم حمادة أن المقبور عبد الناصر هو من عين المخلوع قائدا للكلية الجوية على الرغم من أن حادثة هروبه بالبيجاما من شقته في بني سويف وقت ضرب المطارات قبيل هزيمة 67 كانت معروفة للجميع بما فيهم عبد الناصر نفسه, ويتجاهل حمادة أن السادات هو من عين المخلوع نائبا رغم انعدام قدراته وهو من لم يقم برفده رغم أن المخابرات الفرنسية صورته وهو يطلب رشوة اثناء تفاوضه على صفقة طائرات لسلاح الجو الليبي, بل عينه نائبا رغم دوره المشبوه في مجزرة الهليكوبتر التي قتل فيها نصف قوات الصاعقة يوم 6 أكتوبر 1973.
حمادة ثقف نفسه بحضور عشرات الأمسيات الشعرية, وعروض التنورة واستمع مرارا لأغنية محمد منير (قلبي مساكن شعبية), وقرأ نصف قصيدة لأحمد فؤاد نجم, ليحتك أكثر بـ (كفاح الشعوب).
حمادة استمع مرارا لخطاب عبد الناصر وهو يقول ( قرار رئيس الجَمهورية) بالفتحة, فقرر حمادة أن يكون ناصرياً
ولكنه قرر أن يصنع أيديولوجيته الخاصة, فلا بأس من قليل من الليبرالية مع الناصرية
في اليوم التالي غير حمادة صورة البروفايل على حسابه بالفيسبوك ووضع صورة البرادعي وكتب عليها انه سابقه بخمسين سنة ضوئية.
ثم كتب منشورا انتقد فيه الرئيس مرسي, وهكذا أكمل حمادة التاتش الليبرالي لايديولجيته الجديدة
بعدها انهمك حمادة في قراءة مقال للأوساز رغاوي (المثقف الجنجهوري) تحدث فيه عن كفاح الشعوب وآلامها, مصمص حمادة شفتيه اقتناعا ثم اشعل عودا من البخور وارتدى الجلابية البيضاء (على سبيل التقوى), فهكذا تعلم من القناة الأولى, ونزل ليصلي الجمعة وعاد وكله رضا عن نفسه, فقد اصبح اسلاميا ناصريا ليبراليا ثوريا.
وللحديث بقية ان شاء الله

آيات عرابي تكتب | الناشط حمادة (1)

اترك تعليقاً

تمرير للأعلى