ألف يوم انقلاب ..
ماذا تشعرون الآن بعد تمام ألفية انقلابكم..؟!
شوهتم ثورة الشعب وضيعتم سمعة البلاد وأهدرتم إرادة الملايين، ووضعتم رئيسا منتخبا في قفص حديدي مزجج حتى لا يراه ولا يسمعه أحد..
وقتلتم آلافا وسجنتم عشرات الآلاف وعذبتم مواطنين وأجانب..
وضعتم أيديكم على كل ثقب في الاقتصاد.. حتى تذاكر مباراة كرة تطبعونها بمطابعكم..!!
ملكتم الأرض وما فوقها.. وأبرتم اتفاقيات.. وتلقيتم مليارات من الدعم واستقبلكم رؤساء وملوك على بساط أحمر.. وشاركتم سيمنز وشل وإيني وأبراج وغيرها..
برأتم نظام مبارك من الفساد.. وأطلقتم سراح قتلة شباب مصر بعبارة ساخرة “عودوا على مقاعدكم”..
محوتم البرادعي من كتب التعليم.. ووضعتم صوركم في كل ركن.. وأدخلتم أبواقكم إلى كل بيت..
اتهمتم معارضيكم بكل جريمة ارتكبتموها.. سجنتموهم وطاردتموهم وصادرتم أموالهم وفرقتم أعزاءهم..
فماذا حصد شعبنا وماذا حصدتم.؟؟
بلد على حافة هاوية.. وشعب محتقن ويعاني في كل قطاع.. وسلطة متخبطة يُحاصرها فشلها..
تُصارع لتبقى فتزور التاريخ.. وتقتل لتُغطي على جرائم قتل.. وتمد يدها على قارعة كل طريق تطلب صدقة أو معونة ولو كانت ملابس مستعملة أو حذاء لاعب كرة أو بعضا من الوقود أو قليلا من النقود..
أصبحتم في عيون العالم قتلة وشحاذون.. لكن أيضا نموذجا للفشل
أصبحت مصر بسببكم مهددة بالحصار والعزلة.. وبالعوز والإفلاس.. وبالانفجار والفوضى..
اقرأوا اليوم بمناسبة ألفيتكم افتتاحية الواشنطن بوست.. أو بالأمس النيورك تايمز.. أو لاسيرا أو اسبريسو أو اللومند أو الجارديان أو ديرشبيجل.. أو طالعوا شبكات التواصل الاجتماعي التي تراقبونها.. لتعرفوا صورتكم وما أوصلتم إليه بلدا عظيما كان يجب أن يكون “أم الدنيا”..
أعرف أن المستبدين يكرهون المرايا في بيوتهم.. فيكسرون كل مرآة تعكس صورتهم القبيحة أمام عيونهم.. لذلك تخلصتم من كل من وقف بجواركم لمجرد أن له رأيا آخر في الاقتصاد أو الحقوق والحريات أو إدارة ملف سيناء أو النيل، رغم أنهم ممن عارضوا الرئيس مرسي وتمنوا خلعه.. لكنهم لم يتوقعوا سلطة كسلطتكم ولا فجرا في الظلم كفجركم ولا فشلا في كل شيء كفشلكم..
اليوم أصبحتم أسرى خيالاتكم.. تعتقدون أن معارضيكم يصطفون على بابكم المكسور والمتهاوي طالبين عفوكم ورضاكم.. وهم لم يفعلوها وقت جبروتكم.. فما بالكم تتمنونها وقت زوالكم..؟!!
تتخيلون أن الإقليم الذي عاونكم لا يمكنه أن يتخلى عنكم.. بينما أصبح يخجل من ذكركم..
تتصورن أن القوى الغربية التي سكتت عن جرائمكم ضد الشعب ستبقى صامتة لأنها مغرمة بكم.. وهي اليوم تتقزز عن سماع أخباركم..
تتصورون أن حلولا ستسقط فجأة من السماء فتُصلح الاقتصاد وتهدئ النفوس وتُنسي الناس البطش والغلاء وفشلكم..
الأحلام لا تُنقذ الحالمين من فشلهم ولا من مصائبهم التي راكموها فوق رؤوسهم ورؤوس شعوبهم..
والأحلام لا تُطعم شعبا ولا تحرر نفوسا ولا تعالج جرائم ارتكبها قساة القلوب..
المصارحة هي التي تُعالج..
والمصارحة لا تحمل لكم إلا رسالة واحدة..
ارحلواااااااااا.. (بصوت هدير الشعب في ميدان التحرير)