سبتمبر 28, 2023

6 أسباب وراء استمرار الهجوم على السيسي

أثار استمرار موجة الهجوم الإعلامي على المشير عبد الفتاح السيسي واتهامه بالفشل والعجز من قبل سياسيين وإعلاميين مؤيدين للسلطة في مصر، موجة من الجدل الواسع حول أسباب استمرار هذا الهجوم وأسبابه ودوافعه، وإلى أي مدى يمكن أن يؤثر هذا الانتقاد على المشهد السياسي الحالي في مصر، وهل يعد ذلك دلالة على انتهاء دور المشير السيسي والبدء في حملة تلميع جديدة لشخصية بديله أم لا؟.

وبحسب مراقبين، فإن مايدعو لمزيد من الجدل والاستغراب هو أن حملة الهجوم على السيسي سبقتها حملة أشد ضراوة ودون مقدمات على وزارة الداخلية المصرية واتهامها بارتكاب ممارساتها قمعية، خصوصاً في السجون ومراكز الشرطة، وامتدت حالة الهجوم من الصحف الخاصة إلى الصحف الحكومية، حيث نشرت صحيفة الأهرام الرسمية تقريرا موسعا عن انتهاكات الداخلية، جاء تحت عنوان “في أقسام الشرطة من لم يمت بالتعذيب.. مات بالاختناق”.

الهجوم على السيسي لم يعد يقتصر كذلك على من يصفون بـ”الأذرع الإعلامية” المؤيدة له وحسب، لكنها امتدت كذلك للمخرجين السينمائيين والكتاب، وحتى أرامل قتلى الجيش بسيناء دخلوا على الخط وشنوا عليه هجوما لافتا، ووصلت الجرأة بهؤلاء إلى تسجيل كلامهم في فيديوهات انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية.

“وراء الأحداث” تابع المزيد من التفسيرات والتأويلات حول أسباب الهجوم على السيسي واستمراريته خلال الأيام الجارية، ويعرضها في النقاط الست الآتية:

1ـ صراع مماليك

الدكتور خليل العناني، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة هوبكنز الأمريكية، طرح- في مقال له بعنوان “صراع المماليك الجدد في مصر”- عددا من السنريوهات التي قد تفسر سر هجوم إعلام السلطة على المشير السيسي وعلى وزارة الداخلية فجأة وبدون مقدمات”.

عناني أعتبر أن أبرز تلك التحليلات هو أن يكون هناك صراع بين “الجيش والشرطة”، خاصة بعد أن تحولت مصر إلى مناطق نفوذ مقسمة بين الجيش والشرطة ورجال الأعمال، ولذلك لا يمكن استبعاد أن ما يحدث الآن عملية “كسر عظم” بين هذه الأطراف الثلاثة، من أجل زيادة مساحة نفوذها وتأثيرها.

وبحسب “عناني”، فإنه يمكن القول إن الطرفين الأول والثالث (الجيش ورجال الأعمال) يمتلكون التأثير الأكبر على وسائل الإعلام أكثر مما يمتلكه الطرف الثاني (الشرطة أو وزارة الداخلية)، ولا يمكن لأي صحفي أو إعلامي أن يتحرك وينتقد وزارة الداخلية من دون الحصول على “ضوء أخضر” من أحد هذين الطرفين.

وأكد أن الأذرع الإعلامية تحركها تعليمات صريحة وواضحة من مكتب الرئيس، وذلك على طريقة “أنت بتكتب يا أحمد؟”، أما رجال الأعمال فمتحكمون في مصائر ورقاب إعلاميين كثيرين؛ بسبب الأموال الضخمة التي يجري إنفاقها على القنوات الفضائية وبرامجها، ولا يمكن لأي إعلامي أن يخرج عن حدود الدور الذي يحدده له مالكو هذه القنوات، وإلا فهو يغامر بمستقبله، وبالملايين التي يجنيها من العمل في تلك القنوات”.

2ـ محاولة لتخفيف حدة الاحتقان

من جهة أخرى، يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة هوبكنز الأمريكية أنه يمكن تفسير “الانقلاب الإعلامي” على وزارة الداخلية، بمحاولة نظام السيسي تخفيف درجة الاحتقان التي تراكمت طوال الفترة الماضية، بسبب جرائم “الداخلية”، خصوصا في أقسام الشرطة، والتي راح ضحيتها عشرات حتى الآن، وربما ثمة استشعار لدى الأجهزة السيادية بأن استمرار هذه الممارسات قد يؤدي إلى انفجار الوضع، وخروجه عن السيطرة.

وبحسب عناني، فإنه من المؤكد أن تقارير استخباراتية تم رفعها للسيسي بشأن هذه المسألة، ما قد دفعه لتحريك بعض الأذرع الإعلامية لمهاجمة “الداخلية” وغسل أيديه منها، وإبراز عدم رضاه عنها وعن أدائها وجرائمها، وهو سيناريو معروف ومكرر منذ أيام حسني مبارك الذي كان يوبخ وزراءه أو يطلق بعضا من رجاله في الإعلام عليهم؛ تمهيدا لخلعهم أو لتخفيف درجة الاحتقان في الشارع.

3ـ البحث عن نغمة مختلفة

الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة، أكد في تصريحات صحفية أنه توقع منذ أكثر من عام حدوث صدام بين النظام السياسي والإعلام المصري”.

وحدد العالم ما يرى أنها 4 أسباب لانتقاد الإعلام للسلطة وإمكانية تفاقم الأمر حتى يصل إلى مرحلة الصادم، وهي: “عدم وجود قواعد مهنية أو رؤية أو افتقار للخبرة لدى الإعلام، وعدم تفعيل لتشريعات تنظيم الأداء الإعلامي، بجانب التنفيس غير المخطط، وأخيرا التعبير عن حالة موجودة بعدم الرضا عن الأوضاع”.

وتابع العالم “إن هذه الانتقادات تمثل أحيانا فكرة البحث عن نغمة مختلفة، فالكل يعزف على نغمة أحادية خاصة، والأوضاع العامة فيها عدم رضا في ظل ظروف سياسية واقتصادية معنية”.

4ـ تكرار مشهد ما قبل عزل مرسي

الكاتب الصحفي عبد الله العذبة، رئيس تحرير صحيفة العربي القطري، أكد في تغريدات له عبر حسابه الشخصي بتويتر، أن مخاطبة الإعلام للمخابرات والجيش وتجاهل السيسي تعيد إلى الأذهان مشهد ما قبل عزل الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو 2013.

وقال في تغريدة له عبر “تويتر”: “مخاطبة إبراهيم عيسى للمخابرات الحربية والعامة والجيش وتجاهل السيسي يعيد مشهد مخاطبة إعلام مصر لنفس الجهات قبل الانقلاب على الرئيس مرسي وكِده”.

ونشر العذبة عددا من الفيديوهات للإعلاميين المصريين يهاجمون السيسي، في حين يتجاهلونه أثناء تحيتهم الجيش والمخابرات، في مشهد يراه تكرارًا لسيناريو ما قبل عزل الرئيس مرسي.

5ـ انقلاب ناعم على السيسي

من جانبه، توقع الدكتور مختار غباشي، الخبير السياسي، حدوث “انقلاب ناعم على المشير السيسي جراء ذلك الهجوم المكرر عليه، أو حدوث تغيير، وهو ما يفسر توجه بعض الإعلاميين المحسوبين على النظام الحالي للهجوم عليه بشكل غير مسبوق”. وأشار غباشي إلى أن ذلك قد يكون أيضًا نتيجة لغياب دورهم المحوري على المستوى الإعلامي حاليًا.

وأضاف “بالرغم من تأييدهم الشديد لـ30 يونيو، إلا أن الحل الوحيد أمامهم الآن هو مهاجمة النظام الحالي للعودة إلى الأضواء واجتذاب الرأي العام مرة أخرى، حسب قوله.

وفي هذا الإطار، أكد إياد المصري، أحد شباب القوى الثورية وعضو حملة “مش رئيسي”، وجود صراع داخلي بين الأجهزة السيادية غير معلن، وهو ما يفسر حالة الانفراجة الواضحة لدى بعض المعارضين أن يهاجموا النظام.

6 ـ المذيعون ما خدوش من التورتة

وفي تفسير غريب للهجوم على السيسي مؤخرا، رأي الإعلامي “تامر أمين”، والمحسوب على إنه أحد الأذرع الإعلامية للسلطة، أن سبب تلك الهجمات على السيسي والطعن من الخلف يرجع إلى أن هؤلاء الإعلاميين “ماخدوش حتة من التورتة”، على حد وصفه.

وخلال برنامجه “من الآخر”، على قناة “روتانا مصرية”، شن أمين هجومًا حادًا على بعض الإعلاميين الذين يهاجمون السيسي في الفترة الأخيرة، واصفًا إياهم بالمتلونين.

فيما اعتبر جابر القرموطي، المذيع بأون تي في، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يسمع بنفسه بالنقد، لافتا إلى أنه شخص نظيف ومحترم.

وأضاف “القرموطي”، خلال تقديمه برنامج “مانشيت” المذاع على فضائية “أون تي في”، أن الهجوم ليس هجوما على شخص السيسي، وإنما على من يرغبون في أن يخلقوا من عبد الفتاح السيسي فرعونا.

(وراء الأحدث)

بقلم: يسري مصطفى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *